السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 12:07 ص
تعد الطبيعة الكونية مرآة لا تعرف المجاملة ولهذا نجدها في واقعنا الفاسد تسهم في كشف عيوب وسوء التخطيط وضعف وفشل الإدارة وهذا ما برز واضحا ونحن نتابع فاجعة السيول التي اجتاحت عدن حيث لم تكن مجرد كوارث طبيعية بسبب غزارة الأمطار وقوة السيول بل كشفت لنا مخاطر الفساد وعيوب تغييب الكفاءات المتخصصة، والاستعانة بدلهم بفاشلين لا يمتلكون الكفاءة والخبرة اللازمة للمواقع التي تم فرض تعيينهم فيها، دون مراعاة الكفاءات العلمية الحقيقية وأكثر مؤهلاتهم وخبراتهم هو ما يتعلق بعلوم وممارسة الفساد.. وهذا ما رافق تنفيذهم للمهمات المناطة بهم والمتعلقة بالبنى التحتية المتعلقة بالخدمات العامة (الطرقات/ البناء العشوائي/ مجاري الصرف الصحي / أنابيب توصيلات مياه الشرب/ وسائل ومواقع تجميع القمامات / نقل القمامات / الصمت والتجاهل للبناء على مواقع ومنافذ المجاري/ وعدم محاسبة من يقومون بالبناء العشوائي / ومن يقومون بإصلاح منازلهم ويتركون المخلفات في الحارات والشوارع رغم وجود القوانين والأنظمة التي تنظم وتحاسب المخالفين/ والحفر في الطرقات لأغراض اصلاح أنابيب المياه والمجاري وتوصيل خطوط الكهرباء وابقاء هذ الحفر دون ردمها وإعادتها كما كانت مع غياب المراقبة والمحاسبة لهذه الأعمال المضرة بالحق العام وما يرتبط به من أضرار لملاك السيارات الذين يعانون من بقاء هذه الحفر والتي مع الايام تزداد اتساعا وتتحول إلى برك لمياه المجاري ..)
ولهذا نجدهم لم يستوعبوا حتى التحذيرات المتعلقة بهطول الأمطار الغزيرة.. والتي لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم يتم وضع الاحتياطات اللازمة وهذا ايضا يرتبط بغياب الكفاءات والخبرات ومنهج اللامبالاة لغياب المحاسبة... ولهذا كانت الكثير من وقائع الأضرار التي شاهدناها وتابعناه يوم امس وقبلها في الأمطار السابقة.. والوضع المتردي ما زال قائم ودون محاسبة ولهذا ستستمر المآسي ومعاناة المواطنين في عدن طالما الوضع ومؤهلات وكفاءة المسؤولين قائم كما هو عليه دون تقييم ومحاسبة ومعاقبة وغياب مبدأ التدوير الوظيفي والتجديد للكفاءات الافضل.
إن ما يجعل الوضع أكثر خطورة هو استمراره دون أي تقييم أو محاسبة أو معاقبة لمرتكبيها والمتسببين لها.
وطالما بقيت الكفاءات مغيبة والمفسدون في مناصبهم، فإن المأساة ستستمر وتتكرر ومعاناة المواطنين ستزداد.
والحل هنا يكمن في تطبيق مبدأ المحاسبة وإبعاد الفاشلين والتدوير الوظيفي، لتجديد الدماء بكفاءات مؤهلة وقادرة على إدارة المدينة بمسؤولية وشفافية. والاستعانة من ذوي الخبرات في مختلف هذه المجالات والتخصصات.
ما حدث في عدن هو إنذار يجب أن يدفعنا جميعا إلى المطالبة بمسؤولين أكفاء، لأن بقاء الفاشلين والفاسدين يعني استمرار الفشل والأضرار وهو ما سيكلف ايضا الكثير من الأرواح والأموال العامة والممتلكات. وهذا يعني التأكيد على عدم التعيينات في المواقع الخدمية الا لذوي الكفاءات والتخصصات العلمية ذات العلاقة، ووقف التعيينات التي تتم وفقا للمحسوبية والقرابة والعلاقات الخاصة والمناطقية والتي تتنافى والقوانين النافذة وتسبب الأضرار بالصالح العام...